سورة الزمر - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الزمر)


        


{تنزيل الكتاب} ابتداءٌ، وخبرُه قوله: {من الله العزيز الحكيم}. وقوله: {مخلصاَ له الدين} أَيْ: الطَّاعة، والمعنى: اعبده مُوحِّداً لا إله إلاَّ هو.
{ألا لله الدين الخالص} أَيْ: الطَّاعة لا يستحقُّها إلاَّ الله تعالى، ثمَّ ذكر الذين يعبدون غيره فقال: {والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم} أَيْ: ويقولون: {ما نعبدهم إلاَّ ليُقَرِّبونا إلى الله زلفى} أَيْ: قربى {إنَّ الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون} من أمر الدِّين، ثمَّ ذكر أنَّه لا يهدي هؤلاء، فقال: {إنَّ الله لا يهدي مَنْ هو كاذب} في إضافة الولد إلى الله تعالى {كفار} يكفر نعمته بعبادة غيره، ثمَّ ذكر براءته عن الولد فقال: {لو أراد الله أن يتخذ ولداً} كما يزعم هؤلاء {لاصطفى} لاختار {ممَّا يخلق ما يشاء سبحانه} تنزيهاً له عن الولد. وقوله: {يكور الليل على النهار} أَيْ: يدخل أحدهما على الآخر.
{خلقكم من نفس واحدة} يعني: آدم عليه السَّلام {ثمَّ جعل منها زوجها} حوَّاء {وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج} مشروحٌ في سورة الأنعام، وقوله: {خلقاً من بعد خلق} أَيْ: نطفةً، ثمَّ علقةً، ثمَّ مضغةً {في ظلمات ثلاث} ظلمة البطن، وظلمة الرَّحم، وظلمة المشيمة {فأنى تُصرفون} عن عبادته إلى عبادة غيره بعد هذا اليبان! وقوله: {ولا يرضى لعباده الكفر} أَيْ: المؤمنين المخلصين منهم، كقوله: {عيناً يشرب بها عباد الله}. {وإن تشكروا} أَيْ: إن تطيعوا ربَّكم {يرضه لكم} يرض الشُّكر لكم ويُثبكم عليه.


{وإذا مسَّ الإنسان} يعني: الكافر {ضرٌّ دعا ربَّه منيباً إليه} راجعاً {ثمَّ إذا خَوَّلَهُ} أعطاه {نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل} نسي الله الذي كان يتضرَّع إليه من قبل النِّعمة، وترك عبادته {قل} يا محمَّد عليه السَّلام لمن يفعل ذلك: {تمتع بكفرك قليلاًَ إنك من أصحاب النار}. وهذا تهديدٌ.
{أم مَنْ هو قانت} قائمٌ مطيعٌ لله {آناء الليل} أوقاته {يحذر} عذاب {الآخرة} كمَنْ هو عاص؟ ثمَّ ضرب لهما مثلاً فقال: {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} أَيْ: هل يستوي العالم والجاهل؟ كذلك لا يستوي المطيع والعاصي. {إنما يتذكر أولوا الألباب} إنَّما يتَّعظ بوعظ الله ذوو العقول. وقوله: {للذين أحسنوا في هذه الدنيا} وحَّدوا الله تعالى وعملوا بطاعته {حسنة} وهي الجنَّة {وأرض الله واسعة} فهاجروا فيها، واخرجوا من بين الكفَّار {إنما يوفى الصابرون} على طاعة الله تعالى وما يبتليهم به {أَجْرَهُمْ بغير حساب} بغير مكيالٍ ولا ميزان.
{قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين} أَيْ: مُوحِّداً.
{وأمرت لأن أكون أول المسلمين} من هذه الأُمَّة.


{قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم} بالتَّخليد في النَّار {وأهليهم} لأنَّهم لم يدخلوا مدخلِ المؤمنين الذين لهم أهل في الجنَّة.
{لهم من فوقهم ظللٌ} هذا كقوله {يوم يغشاهم العذاب من فوقهم...} الآية، وكقوله: {لهم من جهنَّم مهادٌ ومن فوقهم غواشٍ} {ذلك} الذي وصفت من العذاب {يخوِّف الله به عباده}.
{والذين اجتنبوا الطاغوت} أَيْ: الأوثان {أن يعبدوها وأنابوا إلى الله} رجعوا إليه بالَّطاعة {لهم البشرى} بالجنَّة {فبشر عباد}.
{الذين يستمعون القول} القرآن وغيره {فيتبعون أحسنة} وهو القرآن.
{أفمن حقَّ عليه كلمةُ العذاب أفأنت} يا محمَّدُ {تنقذ} ه، أَيْ: تُخرجه من النَّار، أيْ: إنَّه لا يقدر إلى هدايته، وقوله: {لهم غرفٌ من فوقها غرفٌ مبنية} أَيْ: لهم منازل في الجنَّة رفيعةٌ، وفوقها منازل أرفع منها.
{ألم تر أنَّ الله أنزل من السماء ماءً فسلكه} أدخل ذلك الماء {ينابيع في الأرض} وهي المواضع التي ينبع منها الماء، وكلُّ ماءٍ في الأرض فمن السَّماء نزل. {ثم يخرج به} بذلك الماء {زرعاً مختلفاً ألوانه} خضرةً، وحمرةً، وصفرةً {ثمَّ يهيج} ييبس {فتراه مصفراً ثم يجعله حطاماً} دُقاقاً فتاتاً {إنَّ في ذلك لذكرى لأولي الألباب} يذكرون ما لهم من الدَّلالة في هذا على توحيد الله تعالى وقدرته.
{أفمن شرح الله صدره} وسَّعه {للإِسلام فهو على نور من ربه} أَيْ: فاهتدى إلى دين الإِسلام، كمَنْ طبع على قلبه، ويدل على هذا المحذوف قوله: {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله}.
{والله نزل أحسن الحديث} أي: القرآن {كتاباً متشابهاً} يشبه بعضه بعضاً من غير اختلافٍ ولا تناقضٍ {مثاني} يثني فيه الأخبار والقصص، وذكر الثَّواب والعقاب {تقشعر} تضطرب وتتحرَّك بالخوف {منه جلود الذين يخشون ربهم} يعني: عند ذكر آية العذاب {ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله} أَيْ: من آية الرَّحمة {ذلك هدى الله} أَيْ: ذلك الخشية من العذبا ورجاء الرَّحمة هدى الله.
{أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب} وهو الكافر يُلقي في النَّار مغلولاً، فلا يتهيَّأ له أن يتَّقي النَّار إلاَّ بوجهه، ومعنى الآية: أَفَمن هذه حاله كمَن يدخل الجنَّة؟

1 | 2 | 3 | 4 | 5